المشاركات

رحلة البحث عن عمل

صورة
المدينة لا تنتظر أحد، سرعة تحولها وتطورها في جانبها الذي نجى من الحرب مذهلة. كمية الأموال والأعمال لا يمكن تصديقها لمن يدرك أنّ هذه المدينة خاضت حرب اقليمية على مدى خمس سنوات. ماذا الآن!؟. التضخم في البلاد وصل لحدود الـ1100% كل شيء بالنسبة لي أعيده على عشرة لأدرك قيمته الأصلية، لا يمكن لعقلي أن يستوعب قيمة الأشياء وهي في أسعارها اليوم. اليوم عندما تسير في شارع فيصل يمكنك بوضوح رؤية فروع المصارف وشركات التأمين وهي تنفض عن نفسها غبار الحرب لتعيد افتتاح الفرع بأبهى حلة (فرنسبنك تحديداً)، الزحام الشديد عاد من جديد، وكالات السيارات الفارهة وأسواق بكاملها عادت إلى شريان الحياة الاقتصادية في حلب. مع سيل الأموال هذا لا يمكنك إلا أن تفكر كيف السبيل إليه. المشكلة في العلاقات، أغلب الوظائف تتطلب علاقات غير مباشرة ومباشرة لتتمكن من وضع نفسك في المكان أو الفرصة الشاغرة. لكن مع كلّ هذا يوجد فرصة سانحة مهما كانت ضئيلة تعتبر فرصة يجب استغلالها، وهي التقدم عبر مواقع العمل ولحسن الحظ لدينا موقع خاص بالعمل في سوريا استمر رغم الحرب وما زال يتابع عمله وتتغير فرص العمل في كلّ مدينة حسب العرض والطلب ووصلت طل

"الهدنة"

أشعر بغضب عارم وحزن عميق يلفني كغمامة تمنعني عن ادراك ما يجول بخاطري بالضبط. هل هو الرعب أو الخوف الذي هبط علي أثناء قراءتي لرواية ماريو بنديتي "الهدنة" من ترجمة الرائع صالح علماني. الرواية كانت قصاصات من سجل مذكرات تدور أحداثها في خمسينيات القرن الماضي حيث الأوروغواي بجيش من موظفيها والبيروقراطية والفساد والحركات المنتظمة التي تقضي ع كل شيء في متع الحياة. الرشاوي لكي تحصل على ما هو حق لك. واجهت صعوبة في قراءة أسماء الشخصيات بالرواية وسأسردها كما أرغب فالشخصية الأساسية هي سانتينو الموظف الذي شارف على التقاعد بعمر الخمسين عام أرمل منذ كان في العشرينات فزوجته ايزابيلا توفيت في الثامنة والعشرين من عمرها وتركته  وحيدا مع ثلاثة أولاد منهم ابنته بلانكا التي تحمل كاهل المنزل وتعيش في حالة من الضغط النفسي لرؤية التوتر الحاصل بين أخوتها ووالدها فخيمي يبدو أنه انحرف عن جادة الصواب ويتحول إلى مخنث يهوى الرجال واستبيان ينغمس في خطوات الفساد ربما يندم عليها لاحقا. تسير الرواية بسلاسة وبشكل متوقع حتى ظهور ابيانيدا "لورا" التي تأتي للوظيفة وتصبح تحت رئاسة سانتينو وهي فتاة عادية في

أهلاً بالأحلام

ربما الذي يعيش على أرض تأكلها نيران الحرب لا يدرك حقاً أنه في حالة حرب!. أدهشني عندما سألني هل في حلب سكان! كان رده هذا عندما شرحت له أن أحدهم باع منزله بثلاث أضعاف قيمته هذا اليوم!. لم أجادله فما جدوى أن تشرح له أن هذه المدينة المثخنة بالجراح فيها من حركة السوق والزحام ما يدهش للآن!. تذكرت كيف كنا ننظر لأهل غزة وفلسطين!. نستغرب كيف يعيشون وينجبون الأولاد!. هل نحن بخير حقاً… يتصل بي صديقي ويسألني عن أحوالي لينتهي به سؤال بأن مالذي يجعلني قابع في مكاني!. تحاول في هذه اللحظات تخيل مستقبل بسيناريو معين إما يجعل من اختيارك البقاء قرار سليم وإما خطأ جسيم لكن حقاً… مالذي "يجبرك" على البقاء!. والدي قال لي: "وين بدي روح بحالي". تفتح التلفاز لتشاهد دقائق معدودة منه لتجد أقزاماً يقفزون والكاميرا تلاحقهم في برنامج وثائقي!. قزم يعيش ويثابر على الحياة!. وأنت ماذا!. تقول في نفسك أن الأمور بخير يمكنك الصمود حتى مرور هذه العاصفة لكن يبدو أنها طالت وبدأت تأخذ منك ريعان شبابك!. أشهرها باتت أيام!. وسنينها أسابيع!. لكن العمر يمضي. وسأبلغ الثلاثين في غضون شهر ونصف!. تفتح برنامج محادثة و

استنزاف…

لا أدري كم ستطول هذه الحرب ولا أعلم كم بقي من روحي لتستنزفها. كيف تحولت مشاهد الدمار والخراب وأنهار الدماء إلى مشهد يومي اعتيادي في حياتي. بت أخشى كل شيء وكل شيء تقريباً يثير قلقي. السفر يجعل عروقي تنتفض خوفاً من أي مفاجأة ورنة هاتف غريب تفجر في خيالي آلاف الأفكار. إلى متى يبقى السؤال. والقلق يداهمني بشكل دائم. قلق من مستقبل مجهول وحرب لا أجد لها هدف!. فالثمن الذي بذلناه لن يأتينا بأي شيء نستحقه. ما خسرناه كان أغلا بكثير من أي مستقبل ممكن مما يجعل المعادلة خاسرة في كل الأحوال. أن تشعر أن الأرض التي تدوس عليها متحركة وتغلي وقابلة أن تتهتك في أي لحظة يدفعك للتساؤل عن جدوى بناء حياة عليها!. هل الوطن يلفظنا! أم طوابير الناس تقفز في البحر تسبح للضفة الأخرى بالغت في ردة فعلها!. أملي أن تمضي الأيام وأعود لقراءة ما كتبت على أنه جزء من تاريخ مؤلم لن أنساه ما حييت. أملي بقرارات جريئة خلال السنة القادمة  تكون على قدر شجاعة شهداء هذا الوطن الغالي تفضي بوقف هذه الحرب قبل أن نستنزف الرمق الأخير من بقايا حلم بحياة أفضل.

في لحظة الضعف...

صورة
لم أكن أتوقع أنّ الحياة معقدة لهذه الدرجة، غوغائية عبثية غير منطقية!، ليست كما رسمتها كتب العلوم أبداً، حيث تكون دائماً على شكل دائرة من الحياة إلى الموت، دائرة!. [caption id="" align="aligncenter" width="500" caption="الخوف من المجهول، تصوير: Stuart Anthony، واستعملت تحت رخصة سي سي الحرة"] [/caption] كان ببالي أنّ الطريق لراحة البال أن تكون شخص "جيّد" في هذه الحياة، كأن تدرس بجهد و تستغل كل ما يمكنك الحصول عليه من شهادات و مهارات، خصوصاً و إن كنت من ذوي الدخل المحدود، حيث لا رأس مال لهم سوى العلم على حدّ قول والدي، نهاية الدراسة "النظرية" التخرج ومن المفترض أن فرصتك للحصول على عمل "محترم" ستكون أكبر. خطط الحياة لا تسير هكذا بالمجمل!، فهناك سمّ بين ثنايا الحياة لا يتعلق بأن تكون جيّد أو سيء، سمّ يدعى القلق!. في طفولتي لم أكن أعرف شيئاً عن القلق، تعرضت لأزمات عديدة في طفولتي لكنني تجاوزتها لأنني لا أعرف شيئاً عن القلق!، أو ربما لأنّ هناك ملاكان حارسان كانا يتكفلان بكلّ شيء لأجل نمو هذه الانسان ضمن أفضل بيئة ممكنة على

اختناق!

صورة
ضع يديك حول العنق و اضغط بقوّة، اضغط بكل ثقلك، واكتم آخر نفس لها، كن قوياً، حافظ على اتصالك البصري أثناء خنقك للضحية، وراقب كيف تذوي بين يديك، عندما يتوقف الجسد عن المقاومة، وتتوسع حدقة العينين، وتلفظ النفس آخر أنفاسها، تكون انتصرت على ضحية أخرى. ما أسهل قتل النفس!، فقط امنع عنها الهواء!، هو الاختناق و الضيق الذي يمنعك من أخذ نفس عميق ينعش فؤادك!. [caption id="" align="aligncenter" width="500" caption="اختناق!، بواسطة Stephen Topp، استعملت الصورة برخصة سي سي"] [/caption] لم أشعر بالقرف و الاشمئزاز كما شعرت عند قراءتي لخبر عن رجل ضرب طفلته و حرقها و دفنها حيّة! طفلة رضيعة!!، بشر محرومون من الأطفال و بشر يدفنونهم!! فقط لأنهم اناث!، ينتزع روحها و هي حيّة، ليغسل العار الذي لحقه، معجزة إلهية تأتي إليه وهو يعتبرها عار!. أتساءل أيهما أقسى، أن تختق الجسد بمنع الهواء كالدفن حياً، أو أن تخنق النفس بحرمانك من أن تكون كائن اجتماعي، فالجسد يموت بتوقف الوظائف الحيوية، ببساطة، أمّا النفس، كيف تقتلها!؟. أذكر خبر عن حيوان آخر [وما أكثرهم]، احتجز طفلته في حجرة م